BREAKING NEWS |  
مصدر في اللجنة المنظمة لاولمبياد باريس 2024 يكشف ان المرجل الأولمبي الذي يضم الشعلة الاولمبية سيوضع في حديقة "تويلري" قرب متحف اللوفر     |    رئيس الوزراء الجورجي إيراكلي كوباخيدزه يعلن منح جميع أعضاء المنتخب الوطني لكرة القدم الذي تأهل لأول مرة في تاريخه لنهائيات كأس الأمم الأوروبية وسام الشرف     |    "راديو كتالونيا" يقول ان مدرب منتخب المانيا هانز فليك سيكون خليفة تشافي هرنانديز في تدريب برشلونة الاسباني في نهاية الموسم     |    صحف اسبانية كاتالونية تكشف ان النروجي ايرلينغ هالاند بات الهدف الرئيسي لنادي برشلونة الاسباني لضمه في موسم 2025 وان والده موجود في المدينة لبدء المفاوضات

ما الجدوى من إستضافة بطولة آسيا لكرة السلة؟!

April 11, 2017 at 19:52
   
كتب الزميل ايلي نصار في جريدة "صدى البلد" اللبنانية صباح الثلثاء 11 نيسان 2017 تحت عنوان "ما الجدوى من إستضافة بطولة آسيا لكرة السلة"؟! ما ياتي:
ما الجدوى الرياضية والاقتصادية والشعبية من إستضافة لبنان بطولة أمم آسيا في كرة السلة في آب المقبل والتي ستكلف لبنان نحو تسعة ملايين دولار، بين رسم التنظيم وإقامة الوفود المشاركة، إضافة إلى صيانة بعض الملاعب كفؤاد شهاب وغزير وقاعة بيار الجميل التي يقال انها ستشهد مباريات إحدى المجموعات، وذلك من دون مردود إيجابي لا مالي ولا رياضي في نظر كثر من أهل الرياضة والتسويق والاقتصاد؟!
يقول مصدر اقتصادي – رياضي متابع لما يتم تداوله عن كلفة استضافة البطولة ان ما يجري غير منطقي لأن لا منفعة للبنان على الإطلاق من الاستضافة إلا الدعاية لاتحاد اللعبة وبعض الشركات التجارية التي تدور في فلكه، وتسعى لنيل حصة من المدخول المتوقع (مبالغ فيه) وريع النقل التلفزيوني (لم تحصل مناقصة شفافة لاستدراج عروض التلفزيونات)، فيما لن ينال الاتحاد المحلي إلا نسبة 40 في المئة من الإعلانات على ان تذهب 60 في المئة إلى الاتحاد الآسيوي، وهي لا تغطي نصف الكلفة المعلنة، ولن يستفيد لبنان من البطولة بشيء خصوصاً على الصعيد الرياضي إذ انها غير مؤهلة إلى بطولة العالم ولا إلى الالعاب الاولمبية، كما لا يتوقع ان تشارك فيها الدول الكبيرة في اللعبة بمنتخباتها الاولى كاستراليا (التي اعلنت ان لاعبيها المحترفين لن يشاركوا) إضافة إلى نيوزيلندا والصين، ما يعني ان الشركات الآسيوية الكبيرة التي تنتظر هكذا احداث لن تتحمس للإعلان في بطولة تقام بلاعبي الصف الثاني!
من جهة ثانية، تبرز قصة الملعب الذي سيستضيف البطولة والذي استقر الرأي فيه على ملعب مجمع نهاد نوفل للرياضة والمسرح في الزوق، الذي كان حتى قبل ايام من رفض بلدية بيروت إقامة ملعب مستحدث مؤقت في "بيال" يتسع لـ 12 الف متفرج (نظراً للكلفة العالية وعدم توقع مدخول يغطي النفقات)، غير مطابق للمواصفات المطلوبة، قبل ان يتحول بسحر ساحر إلى مطابق وهو ما جعل الاتحاد اللبناني لكرة السلة يتراجع ويقبل بملعب نهاد نوفل شرط اجراء تحديثات على المرفق ستكلف بلدية الزوق نحو 1.2 مليون دولار اميركي، حيث بدأت جهات في المجلس البلدي تسأل عن الجدوى من دفع هذه الكلفة... وماذا لو دفعت البلدية هذا المبلغ ولم تقم البطولة لاي سبب كان، فتكون البلدية خسرت مبلغاً طائلاً يمكن ان تستعمله في تحسين البنى التحتية في المنطقة وهي الامور التي تهم المواطنين اكثر من استضافة بطولة بلا طعم ولا جدوى رياضية كبطولة امم آسيا، وهذا الامر دفع بعض الاعضاء البلديين إلى طلب توقيع عقد مع الاتحاد مع بند جزائي يدفعه الاتحاد إلى البلدية في حال عدم إقامة البطولة!
اما على صعيد الحضور الجماهيري، فيعتقد احد الخبراء في التسويق وتنظيم الاحداث الرياضية ان دخل الملعب لن يغطي أكثر من 15 في المئة من المصاريف خصوصاً ان الجمهور اللبناني لن يكون متحمساً لمشاهدة مباريات غير مباريات منتخب لبنان بحيث ستكون المدرجات فارغة في مباريات المنتخبات الاخرى، فمن في رأي المنظمين سيحضر مباراة منتخب استراليا الثاني مع منتخب تايوان او كازاخستان، او منتخب تايبيه مع منتخب اليابان، ومن يتوقع ان يشتري المواطن اللبناني بطاقة حضور مباريات اليوم كله بنحو 40 دولاراً ليحضر فقط مباراة لبنان، وماذا لو اراد والد مع ولدين حضور يوم واحد من ايام البطولة فهل برأي الاتحاد والمنظمين سيكون قادراً على دفع 120 دولاراً لحضور مباراة، وما حصل في مهرجان "اول ستارز" الذي نظمه اتحاد اللعبة وفشل أكبر دليل؟!
يقول الخبير التسويقي والرياضي ان إضافة الدولة خمسة ملايين دولار إلى ميزانية وزارة الشباب والرياضة فوق ميزانيتها السنوية ستسمح لها برعاية مواهب وخامات لبنانية مميزة في العاب فردية كثيرة يبرع فيها لبنان (مبارزة وتايكواندو ورماية وكيوكوشنكاي وجودو وسباحة وكرة طاولة الفروسية والتنس وغيرها) ويمكن ان توصل هؤلاء إلى ميدالية اولمبية سيذكرها التاريخ أكثر بكثير من مجرد استضافة بطولة آسيا، فهل ستفكر الدولة اللبنانية ووزارة الشباب والرياضة لمرة واحدة و"استثنائية" في مصلحة العاب رياضية متروكة لمصيرها بدل الإنفاق على بطولة لن تؤدي بلبنان إلى اي مكان او مركز او فائدة رياضية، إلا مساعدة بعض التجار على زيادة ارباحهم إذا كان هناك من ارباح؟