محبة الرياضة ومحبة المادة

April 15, 2024 at 7:46
   
الرياضة غاية أو وسيلة، والغاية هل تبررها الوسيلة؟
صحيح أن الرياضة عمل طوعي وأسلوب حياة، نمارسها بفرح لفوائدها الصحية والبدنية والنفسية ولأسباب مختلفة، إما بدافع تخفيف الوزن، أو للإستمتاع بالحركة والنشاط والمزايا التي تترتب على ممارسة الألعاب المحببة.
ويلتزمها آخرون، بغية إحترافها مقابل أجر او مساعدة لتأمين معيشتهم ومستقبلهم.
عندما كانت الرياضة رياضة فقط، كانت القيّم والمفاهيم مختلفة عما هي عليه اليوم وبعيدة عن الربح المادي، ملتزمة كليًا بالشرعة الأولمبية القائمة على الهواية والمنافسة النظيفة.
فمحبة الرياضي للعبته كانت أولى مقوماته، يعطيها دون حساب ومكسب أو إستثمار أو لأمر آخر،أما اليوم فنبدأ بالمناصب الإدارية الرياضية التي هي في الأصل مسؤولية لخدمة الخير العام، وليست إمتيازًا أو غاية، والى أين أوصلنا جهل وسخافة بعضهم؟!
يتقاذف هؤلاء الإتهامات العلنية بسبب تجاوز احدهم القانون، بدلًا من التشاور داخل مقراتهم الرسمية.
يتساومون على المدربين واللاعبين الأكفياء ليحصلوا على مكاسب عينية أو مهنية.
ظهورهم وشوفة حالهم هو أول إهتمام بعض أصحاب المناصب، لماذا، ليحافظوا على مركز في الصفوف الأمامية وليديروا الصفقات، أو إحتضان أندية دسمة علها تدرّ عليهم المغانم.
اليوم نحن نعايشها، "ما حدا طايق حدا"، الكل بيده عصا ليضعها بين دواليب الآخر، لماذا كل هذه الالاعيب؟ لمآرب وغايات؟
نقول لهم بصدق، ان تلك التصرفات السخيفة بعيدة كل البعد عن سبب وجودكم في المسؤولية ألموكلة اليكم. نعم، أنتم وكلاء ولستم حكام، عليكم المحافظة على تطبيق القوانين ويا ليتكم تطبقوا فعلًا المثل القائل "كبير القوم خادمهم".
بعض الفنيين المتجدّدين، سماسرة أحصنة الملاعب "يحرتقون" على زملاءهم ويستقصون عن الأندية الغنية بمواردها للتعاقد معها، علّهم يحظون بغنيمة أو حصة.
في الاجتماعات يحاولون استخدام أفكارهم لإدارة المشادات الكلامية بدلَا من الإهتمام بالأمور الفنية، وغالبًا ما يفتعلون الإشكالات مع حكام الألعاب لتغطية فشلهم، ويتناسون الأمانة الموكلة إليهم وهم يعلمون أن رسالة الرياضة وجدت حتى توحد لا لتفرق.
أما اللاعبون الأعزاء، فنخشى على بعضهم من ألوقوع في الغرور والأنانية ومحبة المادة أكثر من تفانيهم لألعابهم، إن ما أنجزوه هذه السنة مقبول نظرا للإمكانات ألتي توافرت لهم.
لذا نقولها بكل محبة وإحترام، ان عدم الطمع اليوم أفضل من الندم غدا ، لأن المانحين والمستثمرين في أيامنا لديهم أهداف لإنجازها، وغدًا إذا إنتفت هذه الأهداف من أين تأتي البحبوحة؟ فنعود الى "الشحادة" والإستزلام الكامل لا سمح الله.
لذا، إرحموا ذاتكم ومن سيأتي بعدكم، خشية أن يحصدوا الزوان بدلاً من القمح، وأعلموا جيداً إنكم لستم وحدكم معنيون بالرياضة، إنتصاراتكم أو خساراتكم تصيبنا جميعًا، بالواقع أنتم تمارسون الألعاب، إنما كل أفراد المجتمع متمثل فيها، من "الدولة والإداري والمدرب والجمهور والصحافي"، كل هؤلاء رياضيون معنيون، وكل له دوره للمساهمة في التطوير والمساعدة.
أخيرًا وليس آخرًا، أتمنى عودة الاصدقاء الضالين الى العائلة الرياضية الحقة قبل فوات الاوان.

عبدو جدعون

This article is tagged in:
other news