أوضاع كرة القدم اللبنانية وآفاق تطورها بحثتها الشبكة اللبنانية لعلوم الرياضة "LESSN" في ندوتها الثالثة التي استضافتها أخيراً الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة "ألبا" في سن الفيل (جامعة البلمند)، بالتعاون مع الدكتور غابي عيسى الخوري الأستاذ في الجامعة ومدرّب ألعاب القوى.
وقدّمت في الندوة، التي شارك في مناقشاتها أكاديميون ومدرّبون وناشطون وإعلاميون، ورقة حول اللعبة محلياً وحاجاتها، أعدّها عضو الشبكة أكسل موجندر (من جامعة ستراسبورغ، يعدّ رسالة دكتورا عن سوسيولوحيا الرياضة). كما كانت شهادتان لمدربَي منتخب لبنان الأسبق الألماني ثيو بوكير والحالي المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش، الذي سيقوده في نهائيات كأس آسيا "الإمارات 2019".
واستعرض ايلي قسيس، المدرّب (نادي زوق مصبح بطل لبنان للسيدات وحامل لقب "الفوتسال") والمعلّق الرياضي، واقع اللعبة عند الإناث.
ومن منطلق هذه المعطيات توقّف الحضور عند ضعف موارد الإحتراف والبادرات الفردية والدعم الرسمي الشحيح ودور الأكاديميات ومدى عملها السليم ونماذج إدارة الأندية وعلاقتها باللاعبين، والتواصل مع البارزين منهم في بلدان الإنتشار خصوصاً المؤهلين منهم للدفاع عن ألوان المنتخبات، والنشاطات الرديفة والبنية التحتية والتأثير الإجتماعي والثقافة الرياضية المواكبة داخل الأسرة وفي النطاق البلدي والعملي عموماً، فضلاً عن معوقات أخرى.
وإتفق بوكير ورادولوفيتش على أن المواهب والخامات المحلية هي من الأفضل في المنطقة، لكن ينقصها التأسيس الجيد والنوعي وفق أسس علمية بدءاً من الفئات العمرية الأصغر(Grassroots)، كي "نستطيع إنتاج كرة قدم جيدة".
وشدد رادولوفيتش على أهمية البنية التحتية، خصوصا الملاعب، وإعتماد برامج صحيحة للفئات العمرية ما يوفّر استثماراً مجدياً في المستقبل. كما تطرّق إلى الإهتمامين الرسمي والأهلي وكيفية الإفادة من التطوّر الإيجابي الحاصل على رغم ضعف الإمكانات، والمتمثّل بإحتلال لبنان الموقع الـ77 عالمياً وبلوغ النهائيات القارية للمرة الأولى من خلال التصفيات، مطالباً بالإستثمار والتخطيط على المدى الطويل خصوصاً على صعيد إكتشاف العناصر الواعدة وتأطيرها وطرق التكوين، ما يوسّع القاعدة ويطوّر المستوى على مختلف الأصعدة.
وخلص المجتمعون إلى مجموعة عناوين هي بمثابة خطوات يمكن أن تسهم في التطوير، أبرزها حسن الإدارة المالية في الأندية والتوظيف السليم للموازنات المرصودة، والعناية الجيدة باللاعبين الصغار في الأندية والأكاديميات، وتوفير منح مدرسية تحفزّ اللاعبين الموهوبين على متابعة مزاولة كرة القدم على المستوى التنافسي عند بلوغهم المرحلة الثانوية وما يليها على صعيد التعليم العالي، والعناية أكثر بكرة القدم النسائية القادرة على الإرتقاء والتطور إقليمياً في شكل أفضل إستناداً إلى المحيط الإجتماعي والسري المساعد، والإستثمار والتوظيف في المجال التطوعي المواكب والداعم.
وستخصص "الشبكة" ندوتها الرابعة، المقررة في 16 شباط المقبل، لبحث آفاق المشاركة اللبنانية في دورة ألعاب طوكيو الأولمبية في العام 2020.